مصنف ضمن:

العمل في منهج الإسلام


العمل في منهج الإسلام
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
عنوان هذا المقال العمل في منهج الإسلام والذي أقصده هو عمل البدن لتحقيق مقاصد الإعمار واستمرار العطاء في هذه الحياة .
بـيـْـد أن هناك عمل آخر وهو العمل للآخرة يتمثل في قيام المسلم بالعبادات الشرعية التي أمره الله عز وجل بها
وليس هذا هو مقصودي في هذا المقال ، إنما أقصد حركة المسلم في هذه الحياة الدنيوية
لأداء رسالته في العمل الذي بسببه يتحقق النفع الدنيوي حتى لا تتعطل حركة الحياة .
إن العمل رسالة يقوم بأدائها الإنسان حتى لا يكون من العاطلين الذين ذمهم الإسلام .
فهذا الدين جُعل من مقاصده العمل , والعمل كرامة وأمان عن الحاجة والفاقة .
روى الإمام البخاري رحمه الله عن المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ما أكل أحد طعاما قط خير من أن يأكل من عمل يده ) .
هذه الاستقلالية تعني دفع المسلم عن الفقر حتى لا يكون عرضة للتسول وذل السؤال ،
فهو يرفع نفسه ليعزها .
روى الإمام الطبراني رحمه الله بسند رجاله رجال الصحيح عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال :

( مرّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى الصحابة من جلده ونشاطه فقالوا لو كان هذا في سبيل
الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كان خرج على ولده صغارا فهو في سبيل الله , وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ، وإن كان يسعى على نفسه يعفّها فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى رياءاً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان
) .
فهذه شهادة الإسلام على أن الساعي في عمله ليكفّ نفسه بالإستغناء عن غيره هو محقق لمقاصد الإسلام وبهذا أكرمه الإسلام بشرف هذا العمل البدني الدنيوي حيث جعل عمله هذا في سبيل الله عز وجل لمُرادات كثيرة أهمها ما يلي :
1- لأن الإسلام يأمر بالعمل ويحث عليه .
2- ولأنه يحب السعي في الأرض لإعمارها والسعي في طلب خيراتها .
3- كف الإنسان نفسه عن الذل والبطالة .
4- الإبتعاد عن ذل السؤال والفقر.
5- تحقيق تنمية موارد الحياة للإنتفاع بها .
6- العمل للإنسان عز وشرف ووفاء وكرامة .

ولهذا جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري رحمه الله عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
اليد العليا خير من اليد السفلى ) .
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول اللهم
ارزقني , فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة
) .
وله قول آخر في الحث على العمل والنظر إلى قبوله الشخصي والإمتعاض منه أنه قال :
( أرى الرجل فيعجبني فإن قيل لا عمل له سقط من عيني ) .
إن الإسلام يحثنا بلفت النظر والنفس إلى أهمية العمل كي تستمر حركة الحياة وليحقق الفرد عيشه بكرامة وشرف .
فهذا الدين يرغِّب إلى الزراعة والصناعة والتجارة وإلى أي عمل شريف , قال لقمان لابنه :
(
استعن بالكسب الحلال على الفقر فما افتقر إنسان إلا أصابه ضعف في دينه وعقله ) .
هكذا الإسلام يرتقي بالفرد ,ليكون لبنة صالحة في المجتمع ويعمل على تنمية المجتمع ليكون نافعاً في أُمّته .
أخي المسلم : الفرد بلا عمل يعيش التعاسة والشقاء وبالعمل يهنأ
بالأنس والسعادة والهناء ومجتمع بلا عمل ذَلّ وانكسَر ومع العمل عزَّ وشرف وإحسان , فالحياة
من شواهدها لولا الله ثم العمل ما رأينا زروعاً أينعت ولا رأينا مدناً شيدت ولا رأينا مصانع
أنتجت ولا رأينا بيوتاً عمرت ولا رأينا مدارس أنشأت ولا رأينا مراكب سيّرت ، حتى الثوب الذي
تلبسه لابد له من عمل وإعداد وهكذا الإسلام يُرغّب في العمل .
قال الله تعالى : (
وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين َ)( القصص: من الآية77 ) .
وقال الله تعالى :
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) (الملك:15)

اشترك معنا

تحديث الموقع في 2014 شبكة عين الزهور الاسلامية .

خاص بموقع شبكة عين الزهور الاسلامية | | تعريب موقع عين الزهور