قصة الشاب في زمن سيدنا عمر

الصالحون في الجنة لهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هذه الدنيا بالنسبة للآخرة كلا شيء، في الجنة، قصور من ذهب وفِضة ولؤلؤٍ طولُ اللؤلؤة ستون ميلاً، فيها أنهار من عَسَلٍ مُصفَّى، ومن لبن ومن ماءٍ ومن خمر ليس كخمر الدنيا الذي يُخْبِلُ العقلَ إنما لذةٌ للشاربين، كلنا نعرف أنه لا بد أن نموت، بعضُ الناس إذا ذكرت الموت أمامهم يقولون لك لا نريد سماع هذا، فلنضحك ونخرج، وأنت إن تكلمت أو لم تتكلم عن ذلك ماذا سيحصل؟ لا بدّ أن يموتوا، فلقد صَدقَ الرفاعي رضي الله عنه لما قال لبعض الناس [كأنكم إلى القبور لا تنظرون، وبمن سكنها لا تعتبرون، أين ءاباؤُكم ؟ أين أجدادكم ؟ اين الذين جَمَعوا مالا أكثر منكم ؟] ما معنى أن الدنيا مزرعة الآخرة ؟ هل هناك مَزارع يُزرَعُ فيها القمح فَيُحصَدَ بطيخاً ؟ أيُزرَعُ بطيخ فيُحصد بَلُّوطاً ؟ لا حَسَبَ ما يزرعُ يُحصدُ ، وكذلك حَسَبَ ما يعملُ الإنسان في الدنيا يلقى في الآخرةِ إما جنة وإما ناراً.
يا من تمتع بالدنيا وبهجَتها .... ولا تنامُ عن اللذات عيناهُ
أفنيتَ عمركَ فيما لست تُدرِكه .... تقولُ للهِ ماذا حينَ تلقاهُ؟!!
أفنيتَ عمركَ فيما لست تُدرِكه .... تقولُ للهِ ماذا حينَ تلقاهُ؟!!
عندما سَمعَ بهذه الأبيات أحدُ الصالحين فاضت عيناه بالدموع، فماذا يقول من أدمنَ على فِعلِ الحرامِ؟!